الأربعاء، 1 يوليو 2009

اصبحت الدراما التركية مصدر ثقافة الشباب

انما الامم الاخلاق مابقيت فان همو ذهبت اخلاقهم ذهبوا
رحم الله احمد شوقي بربطه الاخلاق بأستمرار الامم والاخلاق تصقل وتهذب با لثقافة ولكي نفهم ما المقصود با الثقافهةلابد من تحديد مفهوم لها لتقريب المعنى وبما ان للثقافة عده تعاريف ومن الصعب ايجازها بتعريف شامل الان فدعونا نعتمد تعريف الموسوعة الحرة فالثقافه هى مجموعه من الاشكال والمظاهر لمجتمع معين تشمل عادات . ممارسات. قواعد. ومعاير كيفية العيش والوجود من خلال الملابس .الدين. الطقوس وقواعد السلوك والمعتقدات ومصطلح الثقافة يقابله مصطلح
cultur
في اللغات الاوربية ومعناه مجموعة العادات والقيم والتقاليد التي تعيش وفقها جماعهةاو مجتمع بشري بغض النظرعن مدى تطور العلوم لديه و مستوى حضارته او عمرانه وهنا تصبح لدينا اشكالية فى تعريف الثقافة عند العرب بأعتبار ان هناك فرق بين مفهوم المثقف والمتعلم والمتحضر فالمثقف هو الذي يتعدى احساسه الذاتي للاحساس بالاخر والمفروض من بينهم الصحفي اي المثقف هو الذي يمكن ان يجد لكل مشكلة حل حسب التخصص ويؤثر في الاخر والمتحضر هو الذي يسلك سلوكا يلائم البيئة الذي يعيش فيها اي الذي يندمج بسرعة مع التطورات الحياتية ويتفاعل معها بشكل او بأخر اما الشخص المتعلم هو الشخص الخازن للمعلومات فقط وبالطبع هذه المعلومات هي مفتاح ودافع لان يكون الشخص مثقفا في نهايه المطاف اذن المسألة مترابطة جدليا يعني لاجل ان يكون الفرد مثقفا لابد ان يكون متعلما ومتحضرا بنفس الوقت اما الاخلاق هي شكل من اشكال الوعي الانساني يقوم على ضبط وتنظيم سلوك الانسان فى كافة مجالات الحياه حسب القيم التي يستوعبها الفرد من خلال تاريخ الارث الانساني وحسب المفهوم الفرويدي تتكون الذات من الانا العليا والانا الوسطى والانا السفلى فا الانا السفلى هى الخازنة لكل المعلومات جيدة كانت ام رديئه اما الانا الوسطى هى مصدر الاخلاق لان الفرد ياخذ الاشياء الجيدة ويبعد السيئة يعني مصدر ذات الفرد العادي والانا العليا فهى مرحلة تسامي الفرد وتخص رجال الدين اي الذات البعيدة عن الشبهات النقية من كل الموبقات اذن من خلال هذه النظرة السريعة نفهم ان المثقف هو المطلوب وهو الشخص الواعي المدرك لامور الحياه لحل المشاكل وتذليل الصعاب السؤال هنا ماهي مصادر الثقافة ومنابعها المتاحة في الوقت الحاضر لكل الناس ؟بما ان التعليم متوفر وهو بداية المعرفة والمدنية وهي مفردات من حضارات متتالية اتاحت لنا بوسائلها المتعددة ان ننهل من الثقافة عبر هذه الوسائل ومن اهمها وسائل الاتصال الاعلامي وتعتبر من اغنى منابع الثقافة واكثرها وفرة وسهولة كالصحف والمجلات والاذاعة والتلفزة الارضية والفضائية والمواقع الالكترونية وكل ما يخص الشبكة العنكبوتية الالكترونيه وهنا تكمن المشكلة والاشكالية بنفس الوقت فمئات المواقع الالكترونية والملاين من المقالات واسماء لا تعد ولا تحصى من الكتاب والكثير من الاصدارات اليومية والاسبوعية الشهرية والسنوية ومئات القنوات الارضية والفضائية وكلها تدلو بدلوها وتنظر حسب هواها ولكن للاسف ثقافة شبابنا اليوم هي مصدرها يحيى ولميس وميرنا وخليل ولكن لماذا يعزف شبابنا عن الثقافة بمفهوها الصح ؟ ولكي نحصل على الاجابة فالنتعرف على مايطرح في مصادر ثقافتنا الحالية بعمق قمت بجولة ميدانية في عدة اماكن تعليمة وتحدثت مع مجموعة من الشباب الواعد وطرحت عدة اسئلة وفي كل الميادين ومجالات الحياة على شكل دردشة وكانت الردود مخيبة للامال لا يفقه الجيل الجديد شي لا عن الماضي ولا الحاضر اما المستقبل فبالنسبتي لهم عالم مجهول ومهجور وكل ما يرونه في مجمل مصادر الثقافة من خلال الاعلام هو مجرد مهاترات ومجاملات بين المواقع الالكترونية واصحاب المراكز الاداريه والحكومية وما ينشر من خلال الصحف فهي مجرد سطور تكتب لا تسمن ولا تغني من جوع وكلها تموت بزوال اليوم وهلم جر كل ما نقرءه لا يشفي غليلنا ولا نجد ضالتنا فيه فا لثقافة الاعلامية اليوم اصبحت كنشر الغسيل هذا موجز اجاباتهم
فالجغرافية سرقة الانبار لصحراء كربلاءوالسياسة كتابة دستور كردستان مخالف لدستور العراق ودستور العراق يحتاج الى تغير
والتشريع بحصول النواب مكاسب على حساب الصالح العام
والتعليم كيف لي ان اغش لاحصل على درجة اعلى لا استحقها
والتكنلوجيا اخر رنه في المبايل
والاعلام تصريح النائب الفلاني بأدانة وتجريم الوزير العلاني والمحاكم الحكم ضد مجهول او تأجله لاشعار اخر
الحقوق نريد كهربا وماء وحياه مرفهه
والواجبات تفجير كل المنجزات
والدين تحزب وعنصريه ومسيرات وخطب لخطباء وكأنهم انزلوا من السماء
والعدل اقرء عليه السلام والتربية لا حوله ولا قوة الابالله العلي العظيم فالشباب متسكع والاطفال المتشردة ملئ الشوارع
والبناء والعمران لم نلمس منه شي ونكتت العصر الان ان نبني قصورا في الهواء
والدبلماسية عقد مؤتمرات في ارقى فنادق عمان
والشعراء لا حضت برجيله ولا خذت سيد على
اما القنوات الفضائية وبرامجها ياسلام نبدء بأول الاشياء وننتهي بموعد على العشاء ولا كأنك شايف ولا سامع شيئا نفاق وتضليل
ونحلي بحديث الطرشان ونتعلل بالمايكروفون المفتوح والكل صداع وغثيان وضحك على الذقون والعاقل يفهم
اما المسلسلات الدرامية العربية اكل الدهر عليها وشرب وفعلا الحكوهه انتهت لانها لا تمت لا للعراق ولا لواقع الحال بأي صلة لان من عاده المذبوح يركص على الكاع والشرجية ترقص من الالم على مصايب العراقيين
الاخبار ثور هائج في كل وقت وزمان لا مصداقية ولا حقائق عدا العنوان والباقي تفبق لصالح السلطان او الجهه التي تدفع للضميرة تعبان
واذا قرءت مقالة وانت تعبان للصبح تنعل الشيطان على الواقع الجربان
اما رسالة من تحت الماء للخانم شيماء نميمه والعياذ بالله
واذا ردت تتنقد مسؤول سعران لازم اتسمي اسمك بأسم مهان حتى لا جرذ ولا ذئب يعرف العنوان
واذا ردت اتغير وتتفرج على فضائيات العربان تصبح بصناعه الموت وتنتهي تماما على الاتجاه المعاكس مشمئز قرفان
وكلام نواعم اجباري يجرك للغثيان
واذا اتريد اتحلي فا البيت بيتك ما انزل الله به من سلطان
وباب الحاره عيني عينك جهل وتهميش للمرءه وعنتريات اكل الدهر عليها وشرب من زمان
وهذا ملخص الكلام وجد الشباب المتنفس الوحيد في دراما الجيران من ضغط الواقع وخطب الوعاظ لا ممنوع ولا حرام والمسلم هو المسلم في كل زمان ومكان وهو السائد و المرجح عند كل الشبان فالكل يريد ان يعيش بأمان دون غلو او نقصان يعني حياة طبيعية تعليم و زواج وبمساعدة الدولة والاهل والجيران فوجد ضالتة في دراما التركمان( الدراما التركية) لانها تطرح الواقع المعاش بصراحة وبدون خوف او عصيان لا من حاكم ولا سلطان ولاترغيب ولا ترهيب لا من واعظ ولا خطيب وايجاد ابسط الحلول بعد التعقيد لكل مشكلة ولكل اتجاهات الشباب
نعم هذا هو واقعنا الثقافي الان اما ما تبقى منه فهو تقليد لما يطرح بالغرب ولكن بصوره هزيلة لانه دخيل فيعطي عكس الاهداف والنتائج ولابد من وقفة جادة قبل فوات الاوان اين نحن من ثقافتنا العربية اين نحن من عدم الاكره والابتعاد عن الغلو في الاشياء اين نحن من التسامح والتعاون والتفاهم وايجاد الحلول لاغلب المشاكل الحياتية وتذليلها امام الشباب كفانا لعب دور المصلح والواعظ وضل الله على الارض دعونا نتقرب من الشباب ونستمع لمشاكلهم وتلبية حاجاتهم وهذا اضعف الايمان وهو دور وواجب على كل وسائل الاعلام وعلى كل مثقف يقف وراء هذا الصرح والمنبع للثقافة للتكاتف وجعل الحياه افضل وهو الهدف بالعمل المبرمج وليس العشوائي لوضع الخطط الرصينة والمستقات من الارث الثقافي الانساني المنتقى لخدمه الاجيال القادمة وترك بصمة لا تمحى على مر العصور بفسح المجال للاصلح والمثقفين كثر ورجال الاعلام الكفئ في كل مكان و الاعلام الان لا ينحصر بيد شخص ولا حكومة ولا مؤسسة وانما متاح للجميع ولكل الاقلام المثقفة فهل لنا ان نحلم بهذا اليوم الموعود !!

د. اقبال المؤمن

نشرت المقاله في المثقف و على الربط التالي
http://almothaqaf.com/new/index.php?option=com_content&view=article&id=3156:2009-07-17-02-09-34&catid=36:2009-05-21-01-46-14&Itemid=54



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق